محمود درويش في ذكرى محمد الماغوط: بمغامرة يأسه اشتق الأمل لغيره
الشاعر محمود درويش في الذكرى الأربعين لرحيل الشاعر محمد الماغوط
في أمسية غياب كهذه، وفي المكان هذا، كنا في العام الماضي ننثر ورد الحب على اسم الراحل ممدوح عدوان. لم يحضر محمد الماغوط كاملا، لعجز عكازه عن اسناد جبل. لكنه حضر صورة شاحبة وصوتاً متهدجاً ليذكّرنا بأن للوداع بقية.
ذهبنا اليه في صباح اليوم التالي. كانت العاصفة مسترخية على أريكة، تشرب وتضحك وتدخن وتعانق زوارها. كانت العاصفة مرحة فرحة بما تبقى فيها من هواء وضيوف، ولا تأسف على ما فعلت باللغة وبالنظام الشعري. فهي لا تُعرَّف الا من آثارها عندما تهدأ. هدأ الماغوط ونظر الى آثاره برضا الفاتح المرهق.
.شناشيل ابنة الجلبي - بدر شاكر السياب
و أذكر من شتاء القرية النضاح فيه النور
من خلل السحاب كأنه النغم
تسرب من ثقوب المعزف - ارتعشت له الظلم
وقد غنى - صباحا قبل
فيم أعد ؟ طفلا كنت أبتسم
.
إلى عقد الجلاد
(بقلم: د. علي محمد)
أنحنا ولاد بلد... نقعد نقوم على كيفنا!
عجيبة هي جغرافيا القرن الحادي والعشرين، بعجزها ونفاذ حيلتها! وحيث أنني، وأنا البعيد آلاف الكيلومترات، لا أزال مربوطاً من عنقي بكم، ولا أزال عاجزاً عن أن أبدأ يومي إلا بكم، وقد مر أكثر من عام ونصف على المرة الأخيرة التي رقصت فيها على "فاجأني النهار"، فما أعجزها إذاً، جغرافيا القرن الواحد والعشرين!
.
تصبحون على وطن
(كتبت هذه المقالة عشية غزو العراق، بقلم د. علي محمد)
إذا كان الرئيس الأمريكي جورج بوش يعتقد أن العرب يمكن أن يصدقوا كلامه عن نشر الديمقراطية في العراق وتحريره من الديكتاتورية وتطويره إقتصادياً، إلى آخر هذه القائمة الطويلة، فهو مخطئ. من يزاود على العرب هو كمن يبيع الماء في حارة السقائين، والشعوب العربية تعرف تماماً كيف تفضح هذه الأكاذيب، بعد أن دربتها حكوماتها (مشكورة) على هذا طوال الخمسين عاماً الماضية أو تزيد. وكأن الشعب العربي لم يكفه من مزاودات حكوماته وصحافته وثواره ومجاهديه، حتى تأتي أمريكا وتتربع فوق الجميع، وتزاود على قلبه أكثر من الجميع.
.
هكذا عرفنا رسول حمزاتوف - حنا مينة
مقدمة النسخة العربية من كتاب "أوجاع رسول حمزاتوف"
أعترف، كان حبه كبيراً، ربما أكبر حبّ قرأته، أو سمعت به، ولم يكن حباً خيالياً، أو مؤلفاً من كلمات، أو منمقاً على عادة الذين يرسمون قلوبهم على الصفحات، كان أكبر، من ذلك، فيه الشجر، والحجر، والنجم، والماء، والأرض، والزرع، والنسر، والفرس، والسهل، والجبل، وفيه البطولة من أبي طالب الى شامل، كان بكلمة واحدة: داغستان كلها، هذه التي كانت صغيرة في الجغرافيا، فصارت كبيرة في الشعر، وكانت ضائعة بين القارات الخمس، فصارت موجودة على ألسنة الناس في القارات الخمس أيضاً.
.